أظهرت بطولة العالم الثانية عشر للسباحة التي جرت في ملبورن بأستراليا على مدار الاسبوعين الماضيين واختتمت أمس الاحد أن السباحة الامريكية تتفوق بفارق كبير للغاية عن باقي منافسيها الذين أصبحوا بحاجة ماسة إلى طفرة هائلة وسريعة في المستوى إذا أرادوا المنافسة الحقيقية على ميداليات السباحة في دورة الالعاب الاولمبية القادمة (بكين 2008 ).
وشهدت بطولة العالم للسباحة في ملبورن مشاركة عدد من السباحين والسباحات أكثر من أي بطولة عالم سابقة ولم يكن ذلك مفاجأة وإنما كان دليلا على نجاح الاتحاد الدولي للسباحة (فينا) في تطوير البطولة ومنافساتها وزيادة شعبيتها.
وصرح الجزائري مصطفى العرفاوي رئيس الفينا بان البطولة هي الاكبر والافضل في التاريخ مشيرا إلى أن ملبورن أكدت على شهرتها وسمعتها بأنها عاصمة الرياضة في العالم من خلال تحطيم الرقم القياسي لعدد المشجعين الذين حضروا منافسات البطولة بما يفوق أي بطولة سابقة من بطولات العالم للسباحة.
وأوضح العرفاوي أن عدد المشجعين وصل لما يقرب من 220 ألف مشجع حضروا منافسات البطولة على مدار أسبوعين ليحطموا بذلك الرقم القياسي السابق للحضور الجماهيري في بطولات العالم للسباحة والذي تحقق في بطولة عام 2003 في برشلونة بأسبانيا ووصل إلى 205 ألاف مشجع.
وقال العرفاوي "سعدنا بمطابقة المراكز الثلاثة التي أقيمت فيها المنافسات للمعايير العالمية كما سعدنا بالطبع بالبث الرائع لفعاليات البطولة إلى نحو مليار مشجع حول العالم.
وبعيدا عن النواحي التنظيمية والجماهيرية كانت البعثة الامريكية صاحبة اليد العليا في أحواض السباحة التي جرت فيها منافسات البطولة حيث أحرزت البعثة 20 ميدالية ذهبية من بين 40 ميدالية ذهبية وزعت في البطولة بينما أحكمت البعثة الروسية قبضتها على منافسات السباحة الايقاعية بينما كانت الصين هي صاحبة اليد العليا في منافسات الغطس.
وكان الامريكي مايكل فليبس أفضل السباحين المشاركين في البطولة بلا منازع حيث حمل بطولة العالم بملبورن على مرتبة جديدة بين بطولات العالم للسباحة بعدما حطم عددا من الارقام القياسية منها الفوز بسبع ميداليات ذهبية في بطولة واحدة.
وحرم فليبس من إحراز الميدالية الذهبية الثامنة في البطولة بعد استبعاد الفريق الامريكي من منافسات سباق 4 × 100 متر تتابع متنوع بسبب خطأ ارتكبه الفريق في التصفيات.
كما حقق فليبس خمسة أرقام قياسية عالمية جديدة في 16 سباقا خاضها في البطولة.
وحفر فليبس اسمه في سجلات التاريخ بعدما وصل رصيده من الميداليات الذهبية في بطولات العالم للسباحة إلى 17 ميدالية وهو ما لم يحققه أي سباح من قبل كما وصل عدد الميداليات المتنوعة له في هذه البطولات على 20 ميدالية.
في المقابل أصاب السباح الاسترالي جرانت هاكيت قائد منتخب بلاده مواطنيه بخيبة أمل شديدة بعدما أخفق في السباقات الثلاثة التي خاضها ولم يحصل إلا على ميدالية برونزية في سباق 400 متر حرة بينما حل سابعا في سباقي 800 متر و1500 متر بعدما كان متوقعا أن يحصد عددا من الميداليات الذهبية في هذه البطولة.
وأبدى فليبس سعادته البالغة بالاداء الذي قدمه في البطولة وبالتحديد في حوض سباحة "سوسي أونيل" بمجمع ملاعب "رود لافر" حيث قال "التدريب والسباق الواعي أفضل لحظة في حياتي.
ولكن المثير للدهشة أن جائزة أفضل سباحة في البطولة كانت من نصيب الفرنسية لورا ماناودو التي حصدت ميداليتين ذهبيتين فقط بعدما كان متوقعا أن تحصد ثماني ذهبيات كما حصلت على ميداليتين فضيتين وميدالية برونزية واحدة.
وشعر الاستراليون بأن هذه الجائزة كان يجب أن تكون من نصيب السباحة الاسترالية ليبي لينتون التي أحرزت خمس ميداليات ذهبية وشاركت ضمن الفريق الاسترالي الذي حطم الرقم القياسي لسباق 4 × 100 متر تتابع متنوع.
وشهدت البطولة تحطيم 14 رقما قياسيا عالميا كان منها 11 رقما لصالح البعثة الامريكية بينما كانت الارقام الثلاثة الاخرى من نصيب الايطالية فيدريكا بيليجريني وماناودو والفريق الاسترالي لسباق 4 × 100 متر تتابع متنوع للسيدات.
ويؤكد ذلك أن الامريكيين يحاولون توسيع الفارق الذي يفصلهم عن باقي منافسيهم في أحواض السباحة وأبرز هؤلاء المنافسين كان الاستراليون الذين لم يعتمدوا فقط على كفاءة سباحيهم وإنما أيضا على التشجيع الحماسي من الجماهير.
أما أكثر العروض المخيبة للامال في البطولة فكانت من نصيب البعثتين الالمانية والصينية حيث وصلت البعثتان على ملبورن وعلى أكتافهما آمال عريضة بعد أن أحكمت البعثة الالمانية قبضتها على منافسات البطولة الاوروبية العام الماضي في بودابست وحققت العديد من الارقام القياسية ولكنها لم تحصل في بطولة العالم بملبورن إلا على ميدالية ذهبية واحدة في السباحة القصيرة بخلاف ذهبيتين في سباحة المياه المفتوحة.
كما كانت الصين تتوقع رصيدا أفضل في منافسات السباحة القصيرة والذي اقتصر على ميدالية فضية وأخرى برونزية.
وكانت السلبية الوحيدة الكبيرة في البطولة هي الشكوى من الوقت الطويل الذي يستغرقه المشاركون والضيوف للانتقال من أماكن الاقامة على مواقع إقامة المنافسات والذي كان يصل إلى نحو ساعة بالسيارة نظرا للزحام الشديد في الشوارع والميادين. واعترف المشاركون بان المنظمين لم يكن يمكنهم التغلب على هذه المشكلة بسهولة.
ولم يعكر صفو البطولة سوى الانباء التي ترددت يوم الجمعة الماضي عن تعاطي السباح الاسترالي المعتزل أيان ثورب للمنشطات وهو ما أشارت إليه صحيفة "ليكيب" الفرنسية في إشارة إلى وجود مواد منشطة في عينة أخذت من ثورب في أيار/مايو 2006 وهو ما حاول ثورب نفيه مؤكدا أنه بريء من هذه التهم المنسوبة إليه وان الحقيقة ستظهر في النهاية.
الإثنين أبريل 02, 2007 5:52 pm